كيفية نزول القرآن الكريم...

كيفية نزول القرآن الكريم...


... نزول القرآن وترتيبه وفوائد ذلك...

أولا : كيفية نزول القرآن :
أول ما نزل القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، في ليلة القدر في رمضان ، وهذا التنزيل هو المراد بقوله تعالى : ( إنآ أنزلنـــه في ليلة القدر) [القدر : 1] .
ثم نزل منجماً (مفرقاً) على نبينا صلى الله عليه وسلم حسب الوقائع والأحداث وحاجات الناس ، وقد نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام ، وقد كانت مدة تنَزل القرآن الكريم ثلاثاً وعشرين سنة تقريباً ، منها ثلاث عشرة سنة في مكة ، وعشر سنين في المدينة ، وهذا التنزيل هو المراد بقوله تعالى : (وقرءاناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكثٍ ونزلنـــه تنزيلاً) [الإسراء : 106] .

والحكمة في نزول القرآن مفرقاً :
تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم ، أي : تقوية قلبه وشد عزيمته ، قال تعالى : (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرءان جملةً واحدةً كذلك لنثبُت به فؤادك) [الفرقان : 32 ] .
تيسير حفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه .
التدرج في التشريع وتربية الأمة ، فقد بدأ القرآن بأصول الإيمان ، ثم جاء تفصيل الأحكام تدريجياً .
مسايرة الحوادث والوقائع ، فكلما نزل بالمسلمين أمر أو احتاجوا إلى بيان شيء نزل القرآن الكريم بما يناسب تلك المستجدات .

ثانياً : أقسام نزول القرآن :
ينقسم نزول القرآن إلى قسمين :القسم الأول - ابتدائي ، وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه ، وهو غالب آيات القرآن .
القسم الثاني – سببي ، وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه ، كأن يسأل أحدٍ ما الرسول صلى الله عليه وسلم ويجيب الله عنه ، مثل قوله تعالى : (يسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج) [البقرة : 189 ] ، أو وقوع حادثة تحتاج إلى بيان وتحذير ، أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه ، مثل قوله تعالى : (قد سمع الله قول التى تجـــدلك فى زوجها وتشتكي~ إلى الله والله يسمع تحاوركمآ) [المجادلة : 1 ] .

ثالثاً : فوائد معرفة أسباب النزول :
معرفة أسباب النزول مهمة جداً ؛ لأنها تؤدي إلى فوائد كبيرة ، منها :
بيان أن القرآن نزل من الله تعالى ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء فيتوقف عن الجواب أحياناً حتى ينزل عليه الوحي . بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه ، كالآيات في حادثة الإفك ، وكذلك عناية الله بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم .
فهم الآية على الوجه الصحيح ، ودفع الإشكال عنها ؛ لكي لا تفهم على غير وجهها .
رابعاً : أنواع ترتيب القرآن الكريم :
المقصود بترتيب القرآن : بيان مكان السورة في المصحف ، ومكان الآية في السورة ، ومكان الكلمة في الآية ، وهو ثلاثة أنواع :
ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية ، وهذا ثابت بالنص والإجماع .
ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة ، وهذا ثابت بالنص والإجماع أيضاً .
ترتيب السور ، بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف ، وهذا الترتيب فيه خلاف بين العلماء أهو توقيفي أم غير توقيفي وعلى القولين فلا يجب ترتيب السور في القراءة ، فقد أخرج الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ذات ليلة البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران .