أخي الحبيب: اسأل الله تعالى أن يجعلك من خير الناس للناس، وأنفعهم وأصلحهم، يقول الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ((أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم)) وفي المقابل ذمّ الله تعالى من يؤذي المسلمين والمسلمات ويكون طبعه الأذى ـ أعاذنا الله وإياك ـ يقول المولى عز وجل {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} فطبعُ المؤمن الصالح هو الإصلاح وترك ما يؤذي الغير، والله لا يحب المفسدين، وإني أيها الكريم أدعوك من خلال رسالتي المتواضعة إلى النظر والتأمل فيما تمارسه من أعمالٍ لا يقبلها عاقل؛ فكم لك في الأسواق من جولات وصولات؛ تعاكس من خلالها نساء المسلمين، ومدارس البنات تعرفها جيدا ليس لإحضار أختك أو بنتك؛ ولكن للأسف لأذية بنات المسلمين، واللعب بمحارمهم وأعراضهم. فيا أيها الأخ الحبيب دعني أتكلم معك بصراحة وتحمّل نصحي لك، فما أنا إلا ناصح مشفق عليك، وإني والله أعلمُ أنك محب للخير، فأرعني قلبك يقول الرب العظيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} إن المرء الحصيف لينظر إلى عمله الذي عمله، ثم يسأل نفسه ، هل أستطيع أن أقابل ربي بهذا العمل أم لا؟
وإني أسألك أيها العزيز بماذا ستجيب ربك يوم يسألك لمَ غازلت ؟ ولمَ آذيت بنات المسلمين ؟ لمَ تكلمت مع من لا تحل لك؟ لمَ لمْ تراقبني وتخشاني وأنا المنعم القادر؟ لم ؟ ولم ؟ يا أخي الفاضل لو أنك رأيت ولي أمر الفتاة لهربت، ولما فعلت فعلتك التي فعلت، فكل هؤلاء تخشاهم ولا تخشى من بيده سعادتك وشقاؤك! عجبا أين عقلك ورشدك؟ أيها الحبيب أنت لا ترضى أن يمس أحد أهل بيتك بأدنى سوء، فكيف رضيت ذلك للناس وفي أعراضهم ؟! ألم تسمع قول حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم: ((فمن أحب أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه)) فهل وعيت أخي ما أريد منك وما ينبغي عليك، لا تؤاخذني إن قسوت أو خانتني عبارتي .
أخي المبارك أعلنها توبة إلى الله تعالى وستجد كرم الله يغمرك، وإني لأرجو الله لك زوجة صالحة جميلة طيبة تكون حصنًا لك، فمن ترك شيئًا لله تعالى عوّضه الله خيرا منه ، أختم رسالتي وأملي بالله العظيم أن يعيدنا للصواب، ويبعدنا عن دروب الضلالة والهوى والسلام عليكم.