الأمومة حلم كل امرأة، كما أن المولود الأول يعتبر حدثا سعيدا في الحياة الزوجية مما يتيح الفرصة لتكوين أسرة مترابطة من أب وأم وطفل، وأحيانا ينقلب عيش الزوجية الهادئ بعد المولود الأول، وتبدأ المتاعب التي تعاني منها الأم الصغيرة، ويبدأ معها الإحساس بالقلق، وغالبا ما يتلاشى هذا الإحساس خلال أيام، لكن في حالة استمرار هذا الإحساس لعدة أسابيع فذلك دليل على أسباب فسيولوجية ونفسية من الضروري إدراكها.
وأخصائيو النساء والولادة يرجعون ذلك إلى تغير الهرمونات في جسم الأم الصغيرة بعد الولادة ومع بداية عملية الرضاعة، وأحيانا يحدث نوع من عدم التوازن الكيميائي في مخ الأم، وقد يكون المجهود المبذول لخدمة الطفل سبب التوتر والمعاناة البدنية والسهر إلى جانبه بمفردها دون الحصول على مساعدة خارجية من الزوج أو الآخرين.
وطريقة علاج الأمهات اللاتي يعانين من التوتر تقوم على المساعدة من شخص قريب منها مثل الزوج، حيث تقوم الزوجة بمناقشة هذا الإحساس ومحاولة القضاء عليه وعدم التردد في الحديث عن أي مخاوف تتسرب إلى أعماق الأم حتى لا يتكرر هذا الإحساس وتدخل الأم مرة أخرى في جو من التوتر.
وهناك عوامل مهمة للأم أول مرة يجب أن تتبعها بعد الولادة مباشرة، وهى وضع الطفل في الوضع الصحيح للرضاعة بأن تكون جلستها مريحة وظهرها مستقيما ووضع الطفل سليما على صدرها، بحيث يكون مستوى رأسه مرفوعا عن بقية جسمه وإعطائه حليب الأم في الساعات الأولى وقد دلت جميع البحوث العملية أن لبن الأم أحسن غذاء للطفل، لأنه معقم وجاهز وتعود الرضاعة بفوائد عظيمة بالنسبة للطفل حيث تقيه من النزلات المعوية وتساعده على سرعة النمو.
كما أن الرضاعة من أهم أسباب الارتباط النفسي والعاطفي بينها وبين طفلها، لأنها تؤدى إلى استقرارها نفسيا وشعورها بالرضا والطمأنينة، كما أن الرحم يعود إلى وضعه وحجمه الطبيعي بسرعة أثناء الرضاعة الطبيعية، وهى أيضا تقلل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، فقد ثبت أن المرضعات هن أقل النساء تعرضا للإصابة بهذا المرض الخبيث.
ويجب عليها أيضا التغلب على الصعوبات أثناء الرضاعة، مثل تشقق الحلمة وإصابتها بالتقرح، فإن ذلك يعالج بدهان الحلمة بالأنسولين، وفي حالة إصابة الثديين بالاحتقان يجب عصرهما جيدا لاستخراج اللبن منهما، وإعطاء الأم مسكن للألم.
وأخيرا نظرا لفوائد الرضاعة الطبيعية المتعددة للطفل والأم، يجب على كل أم إرضاع طفلها في جميع الأحوال إلا في حالات قليلة جدا مثل إصابة الأم بمرض في الكبد أو الدرن، ففي هذه الظروف تلجأ الأم إلى الرضاعة الصناعية كغذاء بديل يكفى حاجة الطفل.