موضوع: *ماذا يختبيء وراء رموز طريقة طفلك في اللعب ?* الثلاثاء 3 أغسطس 2010 - 21:46
رموز تفسيرها اكتشاف العالم ، الأستقلالية ، الحاجة الى الأمان ،وغيرها
يتأثر الأهل دوماً عند رؤية أولادهم يلعبون. صحيح أنها لحظات ممتعة ، لكنها في الوقت نفسه تتيح للطفل تطوير قدراته الخاصة. إليك بعض المعايير التي تساعدك في فهم حركات طفلك.
وضع الأغراض في الفم = اكتشاف العالم
منذ الأسبوع الأول ، يبدأ الطفل باللعب بفمه أو بالمصاصة وبالضغط على الأشياء. تتيح له هذه الحركات اكتشاف العالم الداخلي والخارجي. ليس وضع الأشياء في الفم عادة سيئة، إذ يوفّر الغرض الذي يمتصّه الطفل شعوراً بالأمان الداخلي والراحة ودافعاً يعزز حس الفضول لديه. هكذا يصبح تدريجاً قادراً على إضافة معانٍ جديدة إلى عالمه. كذلك، يحصل على مصادر ممتعة جديدة من خلال اللمس والسمع والشم ومراقبة ما يحصل من حوله. لذا يحبّ الألعاب الملوّنة والخفيفة والناعمة على مختلف أشكالها.
إخفاء الأغراض وإظهارها = نحو الاستقلالية
تعبّر هذه الل على تحمّل اختفاء ما اعتاد عليه، تمهيداً لانفصاله عن أهله. يمكن مساعدته في هذه المرحلة من خلال خطوات بسيعبة عن كثير من التقدم لدى الطفل لأنّه حينها يكون قد بدأ بالنمو وأصبح أكثر استقلالية (بعد عمر السنتين). يساهم اختفاء الأشياء وظهورها حافزاً يقوّيهطة وممتعة في آن: إخفاء كرة كبيرة تحت محرمة صغيرة، تغطية قدمه تحت الرمل...
رمي الأغراض أرضاً = حاجة إلى الأمان
يبدأ الطفل برمي كل ما يمسكه من ألعاب قماشية وملاعق صغيرة وغيرها من أغراض، ويكرر الحركة حتى 10 مرات من دون تعب ولا كلل. وعلى رغم أن الأهل يشعرون بالإرهاق من التقاط الأشياء بعد أن يرميها الطفل، إلا أن هذه اللعبة تحمل رموزاً مهمة على المستوى العاطفي: إنها مؤشر على نمو الطفل السليم. خلف تكرار تلك الحركة، تختبئ رغبة في البقاء بالقرب من الأهل. يعطي هذا الأمر الطفل شعوراً بالأمان ويساعده في التحكم بانزعاجه. في هذا العمر، ينجذب الطفل إلى جميع الألعاب التي تُظهر الصور أو الأغراض وتخفيها. بالنسبة إليه، إنها طريقة لاكتشاف العالم.
الغمّيضة = نحو الثقة بالنفس
ترمز هذه اللعبة إلى أنّ الطفل أصبح قادراً على تجسيد الشخص الكامن في داخله وتحمّل فكرة الانفصال عن أهله. إنها خطوة جوهرية! في السنة الثالثة، يمكنه الاختباء وحده وتجاوز خوفه. يستطيع الطفل اكتشاف العالم بنفسه حين يصبح قادراً على الانفصال عن أهله. هكذا لن يشعر بالقلق حين يدخل المدرسة.
الألعاب المزعجة = لتقبّل الممنوعات
توسيخ الثياب، القفز، الصراخ، إحداث الضجة... تتيح هذه الألعاب المزعجة استيعاب الأشياء الممنوعة وتقبّلها في الوقت المناسب. يمكن مساعدة الطفل في هذه المرحلة من خلال إطلاق العنان لمخيلته عبر اللعب بدلو الرمال أو أثناء الحمام. تساهم هذه اللحظات الجنونية في استيعاب الممنوعات بشكل أفضل: من المسموح رمي لعبته القماشية، لكن من الممنوع أن يضرب شقيقه الصغير.
ألعاب وفقاً للقوانين = نحو تنظيم الحياة
تعزز هذه الألعاب المشاركة مع الآخرين، فمن خلالها يتعرّف الطفل إلى نفسه، ويتحكم بحدود قدراته، ويفهم أن الخسارة لن تُفقده محبة أهله ولن تقلل من قيمته. قد يقترح عليه الأهل ألعاباً مشتركة تتعرض فيها الجماعة إلى الربح والخسارة. حين يكبر الطفل، بين عمر السابعة والتاسعة، تصبح الألعاب التنافسية أو الذهنية أسهل بالنسبة إليه. هكذا تتطور قدراته الأساسية.
رأي الخبراء
ما نوع الألعاب التي يجب أن تتواجد في غرفة الطفل؟
لا حاجة إلى ملء غرفة الطفل بألعاب كثيرة فقد يفقد متعة اللعب. يكفي الإبقاء على ألعابه القديمة التي تبث الأمان في نفسه مثل لعبة قماشية تذكّره بتجارب سابقة. كذلك لا يعني تراجع وتيرة اللعب لدى الطفل مع تقدمه في العمر تراجع نموّه السليم، بل هو بذلك يشعر بالطمأنينة في ظلّ جوّ مألوف قبل أن ينتقل تدريجاً إلى جوّ مختلف لم يعهده.
لماذا يغشّ الطفل؟
مع حلول الشهر الثامن عشر، يبدأ الطفل بلعب لعبة تقضي بحجب العينين باليدين مع فتح الأصابع قليلاً لرؤية الشخص المقابل له. تشكّل هذه الحيلة الصغيرة وسيلة أمان بالنسبة إليه. قد يواجه صعوبة في تقبّل الخسارة في الألعاب المشتركة. كذلك، يميل إلى الغش وتغيير قواعد اللعبة في اللحظة الأخيرة لتحقيق الفوز. لكن يجب أن يتنبّه الأهل إلى أنّ جعله يفوز دوماً ليس بالأمر المفيد لأنّه قد يظنّ أنه يتمتع بقدرات غير محدودة. إذا بقي يرفض الخسارة ويغشّ ويثور غضباً في عمر الثامنة، لا بدّ من طرح أسئلة جوهرية: كيف يتصرف الراشدون من حوله حين يواجهون مشكلة معينة في الحياة؟
في أي حالة يجب استشارة الطبيب النفسي؟
إذا كان الطفل لا يحبّ اللعب، قد يعني ذلك أنه يرفض العالم ولا يريد إقامة علاقات مع الآخرين، لذا من الأفضل استشارة الطبيب النفسي. إذا كان ينتقل من لعبة إلى أخرى من دون إنهاء الأولى أو يفرط في الحركة، لا بدّ من فهم الأسباب. هل يملك عدداً مبالغاً فيه من الألعاب؟ هل يشعر بالضغوط، ما يمنعه من الاندماج في اللعبة؟ المهمّ رصد المشكلة في مرحلتها الأولى.